الشهيدة دارين ابو عيشة
بطلة العملية الاستشهادية على حاجز صهيوني قرب رام الله بتاريخ 27/2/2002م
"دارين " ابنة الكتلة الإسلامية التي بحثت عن الشهادة فكانت الاستشهادية الثانية
( نبذة عن حياة الشهيدة ووصيتها )
"لم تكن دارين بالإنسانة العادية ؛ فقد كانت شعلة من النشاط داخل الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح ، ملتزمة بدينها و على خلق عالٍ" . بهذه الكلمات وصفت "إبتسام" أختها الاستشهادية دارين محمد أبو عيشة - 22 عاما - الطالبة بالسنة الرابعة جامعة النجاح ، و تسكن قرية بيت وزن قضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي نفذت عملية استشهادية مساء الأربعاء 27/2/2002 أمام حاجز عسكري صهيوني في الضفة الغربية ، و هو ما أسفر عن إصابة ثلاثة من جنود الاحتلال و استشهاد منفذة العملية و اثنين من الفلسطينيين كانا معها .
و تضيف الشقيقة ابتسام : "لم يكن استشهاد "وفاء إدريس" هو دافع دارين للتفكير بالشهادة ؛ فمنذ أكثر من العام كانت تتحدث عن أمنيتها للقيام بعملية استشهادية ، و أخذت تبحث عمَّن يجهزها للقيام بذلك" .
و تقول إبتسام : "ذات مرة توجهت دارين إلى "جمال منصور" القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في أغسطس 2001 ، و طلبت منه الانضمام إلى الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، و أعربت عن عزمها القيام بعملية استشهادية" ، و تضيف : "و لكن وجدت صدودا من حركة حماس !!، و قال لها الشهيد جمال : (عندما ينتهي الرجال من عندنا سنستعين بكن للقيام بالعمليات الاستشهادية)" .
لم يقنع هذا الكلام دارين - كما تقول شقيقتها و لم ينقطع حديثها عن الشهداء و الشهادة ، و كانت كثيرة المشاركة في تشييع جثامين الشهداء و المشاركة في المسيرات .
ويرجع المحللون المقربون من حماس سبب رد الشهيد لشيخ جمال أنه ليس مرتبطا بالجهاز العسكري لحماس ككل أعضاء المكتب السياسي للحركة كما أن مثل هذه الأعمال يختص بها ذاك الجهاز وهو المعني بتجنيد الاستشهاديين وليس موقفا سياسيا أو دينيا من تجنيد استشهاديات.
دارين تؤكد في شريط فيديو تم تصويره قبل تنفيذها العملية "أنها قررت أن تكون الشهيدة الثانية بعد وفاء إدريس لتنتقم لدماء الشهداء و انتهاك حرمة المسجد الأقصى" .
و أوضحت الشهيدة دارين أن المرأة الفلسطينية كانت و ما زالت تحتل الصدارة في الجهاد و المقاومة ، داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة درب الشهداء ، و قالت : "و ليعلم الجبان شارون أن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشا من الاستشهاديين ، و لن يقتصر دورها على البكاء على الابن و الأخ و الزوج ، بل ستتحول إلى استشهادية" .
دارين كانت واحدة من ثماني أخوات لها و شقيقين ، و تقول والدتها : "لقد ذهبت و لم تودعني .. لكنني لم ألاحظ عليها أي تصرف غير عادي ، و إن كل ما أذكره منها أنها عندما دخلت البيت ظهر يوم الأربعاء قالت : "الله يا أمي ما أحلى طبيخك ، و ما أطيب رائحته"" .
و تشير الأم إلى أنها لاحظت في الليلة السابقة لاستشهاد دارين إكثارها من قيام الليل و قراءة القرآن حتى بزوغ الفجر ، و تضيف قائلة : "رغم أن دارين كانت متدينة جدا ، و لا تنقطع عن قراءة القرآن و الصيام و القيام فإنها زادت من ذلك في الليلة التي سبقت استشهادها ، و لقد خرجت من البيت و لم تودعني و كانت يومها صائمة" .
أختي الشهيدة
و تضيف شقيقتها قائلة : "عندما خرجت دارين من البيت قالت : (أنا ذاهبة لشراء كتاب) ، ثم عادت بعد عدة ساعات ، و بعدها خرجت ، و لم نعرف إلى أين" ، و تضيف أنها "في الساعة العاشرة مساء الأربعاء اتصلت عبر الهاتف ، و قالت : "لا تقلقوا عليَّ ، سأعود - إن شاء الله - ، لا تخافوا و توكلوا على الله و في الصباح سأكون عندكم" ، و كانت هذه آخر كلمات سمعتها منها ، و سمعتها والدتي أيضا" .
و تؤكد ابتسام أن دارين لم تكن عضوة في حركة فتح أو كتائب شهداء الأقصى ، و أنها كانت من أنشط طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح ، و تتابع قائلة : "بعدما وجدت دارين صدودا من حماس ، وجدت في كتائب شهداء الأقصى من يلبي رغبتها فقاموا بإعدادها للاستشهاد" . و كانت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح قد أعلنت مسئوليتها عن العملية الاستشهادية .
والدة الشهيدة تحمل صورة الشهيدة دراين
وصية الاستشهادية دارين أبو عيشة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المجاهدين سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أما بعــــد:
قال تعالى: "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ"
ولأن دور المرأة المسلمة الفلسطينية لا يقل في شأنه مكانة عن دور إخواننا المجاهدين، قررت أن أكون ثاني استشهادية تُكمل الدرب والطريق الذي بدأت به الشهيدة وفاء الإدريسي فأهب نفسي رخيصة في سبيل الله سبحانه وتعالى انتقاماً لأشلاء إخواننا الشهداء، وانتقاماً لحرمة ديننا ومساجدنا، وانتقاماً لحرمة المسجد الأقصى وبيوت الله التي حولت إلى بارات يُمَارسُ فيها ما حرّم الله نكايةً في ديننا وإهانةً لرسالةِ نبينا
ولأن الجسد والروح كل ما نملك، فإني أهبه في سبيل الله لنكون قنابل تحرق الصهاينة، وتدمر أسطورة شعب الله المختار، ولأن المرأة المسلمة الفلسطينية كانت وما زالت تحتفظ في مكان الصدارة في مسيرة الجهاد ضد الظلم، فإني أدعو جميع أخواتي للمضي على هذا الدرب، ولأن هذا الدرب درب جميع الأحرار والشرفاء، فإني أدعو كل من يحتفظ بشيء من ماء وجه العزة والشرف، للمضي في هذا الطريق، لكي يعلم كل جبابرة الصهاينة أنهم لا يساوون شيئاً أمام عظمة وعزة إصرارنا وجهادنا، وليعلم الجبان شارون بأن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشاً من الاستشهاديين، وإن حاول وأدهم في بطون أمهاتهم على حواجز الموت، وإن دور المرأة الفلسطينية لم يعد مقتصراً على بكاء الزوج والأخ والأب، بل أننا سنتحول بأجسادنا إلى قنابل بشرية تنتشر هنا وهناك، لتدمر وهم الأمن للشعب (الإسرائيلي)، وفي الختام أتوجه إلى كل مسلم ومناضل عشق الحرية والشهادة أن يبقى على هذا الدرب المشرف، درب الشهادة والحرية.
ابنتكم الشهيدة الحية : دارين محمد توفيق أبو عيشة
كتائــــب شهـــداء الأقصــــى
فلسطيــــــن
الشهيدة زينب علي عيسى أبو سالم
الاستشهادية زينب علي عيسى أبو سالم (18 عاماً) ، من سكان مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس ،
الاستشهادية زينب علي عيسى أبو سالم (18 عاماً) ، من سكان مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس ، فجّرت حزاماً ناسفاً ، كانت تتحزّم به ، بالقرب من محطة انتظارٍ للجنود الصهاينة المسافرين مجانـًا في سيارات خصوصية إلى منطقة البحر الميّت ومستوطنة "معليه أدوميم" كبرى المستوطنات الصهيونية في القدس المحتلة . وقد نفّذت الاستشهاديّة العمليّة رغم أنها خضعت لتفتيشٍ من قبل رجال الأمن الصهاينة قبل وصولها المحطّة المقصودة ، حسبما ذكرت المصادر الأمنية الصهيونية ، أسفرت العملية عن مصرع جنديّ صهيونيّ وآخر مستوطن صهيوني وإصابة 16 بين جنود و مستوطنين صهاينة ، جراح اثنين منهم بالغة الخطورة وواحد إصابته متوسّطة ، والبقيّة إصابتهم خفيفة . وتبنت كتائب شهداء الأقصى هذه العملية الاستشهادية
لم تكن الشهيدة زينب أبو سالم، (18 عاما) من سكان مخيم عسكر للاجئين في نابلس، هي الأولى التي تنفذ عملية فدائية ضد الإسرائيليين إذ سبقتها إلى هذا العمل 7 فلسطينيات غالبيتهن في العشرينيات من عمرهن سجلن على نحو خاص جرأة غير معهودة كان آخرها ما قامت به أبو سالم عندما فجرت عبوة ناسفة كانت تحملها على جسدها بعد أن أوقفها عدد من الجنود الإسرائيليين بالقرب من موقف للحافلات عادة ما يكون مكتظا بالجيش والمستوطنين في منطقة التلة الفرنسية في القدس الشرقية المحتلة.
ومشاركة المرأة الفلسطينية بالعمل العسكري ليس بالأمر الجديد في تاريخ الثورة الفلسطينية إلا أن قيام فلسطينيات بعمليات فدائية لم يكن معهودا قبل أن تفجر الشهيدة وفاء إدريس نفسها في القدس الغربية في شهر كانون الثاني من عام 2002م ليتوالى بعد ذلك تجنيد الفلسطينيات لهذه العمليات التي تشير الإحصاءات الأمنية الإسرائيلية إلى أن عددهن وصل إلى 40 تمكنت 8 منهن من تنفيذ العمليات في حين تم اعتقال الباقيات.
وغالبية الفتيات التي جندن لهذه العمليات هن من المتعلمات إذ تشير إسرائيل إلى أن من بين 33 اعتقلن بعد انطلاق الانتفاضة في عام 2000م على خلفية تجنيدهن للقيام بهذه العمليات فإن 16 منهن أنهين الدراسة الثانوية و11 منهن طالبات في الجامعات.
وقد شكلت مشاركات الفلسطينيات في مثل هذه العمليات، التي تتطلب جرأة يصعب على خبراء علم النفس حتى الآن وصفها، إشكالية كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية التي تقول إنها بدأت أخيرا باتخاذ إجراءات خاصة لتفتيش الفتيات الفلسطينيات خشية من أن يكن من منفذات العمليات علما بأن غالبية هؤلاء الفتيات اعتمدن سياسة التمويه في تنفيذ العمليات وذلك بارتداء ملابس عادية على الرغم من أن غالبيتهن في حقيقة الأمر من ملتزمات الزي الشرعي كما تشير صورهن.
وليس هذا التمويه حكرا على الفتيات إذ إن الشبان الفلسطينيين الذين ينفذون مثل هذه العمليات في إسرائيل يلجأون عادة إلى التمويه وذلك بارتداء ملابس تكون قريبة من تلك التي يرتديها الإسرائيليون وخاصة الرموز الدينية اليهودية مثل القلنسوة (التي توضع على الرأس) وأحيانا حلق اللحى والشارب.
ولا يشير هذا إلى أن منفذات العمليات هن من حماس إذ إن غالبية الفتيات منفذات العمليات هن، كما أبو سالم، ينتمين إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في حين انضمت حماس إلى هذا الأسلوب المقاوم في مرحلة لاحقة إذ تشير المعلومات الإسرائيلية إلى أن 21 من الفتيات المجندات لهذه العمليات هن من حركة فتح و6 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و6 من حركة الجهاد الإسلامي و2 من حماس.
وتحاول السلطات الإسرائيلية الادعاء بأن مشكلات عائلية تدفع بالفتيات إلى التجند لهذه العمليات وهو ما تدحضه الأرقام الإسرائيلية نفسها إذ تشير إلى أن من بين الـ40 فلسطينية اللاتي جندن لهذه العمليات فان 34 منهن غير متزوجات و4 مطلقات و2 متزوجتان، وأرملة واحدة.
ويقول تقرير إسرائيلي بهذا الشأن"جميعهن في أواسط العشرينيات من عمرهن وهن يمثلن مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني فمنهن المتعلمات والفقيرات ومنهن غير المتعلمات".
وليس ثمة حالات تشير إلى أن العائلات كانت على معرفة مسبقة بما ستقدم عليه الفلسطينيات إذ غالبا ما تتلقى العائلات هذه الأنباء مثل غيرها من الفلسطينيين لتبدأ تحضير نفسها لمرحلة الهدم تماما كما حدث صباح يوم أمس حينما وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى منزل العائلة في مخيم عسكر ونسفته تماما كما نسفت جميع منازل الفدائيات الأخريات في وسيلة ترى فيها إسرائيل رادعا لفلسطينيات أخريات, فيما يرى فيه الفلسطينيون عقابا جماعيا يولد مزيداً من المجندات لهذه العمليات
تابعونا للموضوع بقية